فصل: المقام الثالث في الجواب مفصلاً

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان **


المقام الثالث في الجواب مفصلاً

وهو يتجلى بإقامة الأصول ، والمسلمات العقدية الآتية ‏:‏

الأصل العام ‏:‏ دين الأنبياء واحد ، وشرائعهم متعددة ، والكل من عند الله -تعالى - ‏.‏

من أصول الاعتقاد في الإسلام ‏:‏ اعتقاد توحد الملة والدين في ‏:‏ التوحيد ، والنبوات ، والمعاد ، والإيمان الجامع بالله ، وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وما تقتضيه النبوة والرسالة من واجب الدعوة ، والبلاغ ، والتبشير ، والإنذار ، وإقامة الحجة ، وإيضاح المحجة ، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، بإصلاح النفوس ، وتزكيتها ، وعمارتها بالتوحيد ، والطاعة ، وتطهيرها من الانحراف ، والحكم بين الناس بما أنزل الله ‏.‏

واعتقاد تعدد الشرائع وتنوعها في الأحكام ، والأوامر والنواهي ‏.‏

وهذا الأصل هو ‏:‏ ‏"‏ جوهر الرسالات كلها ‏"‏ ‏.‏

وتفصيل هذا الأصل العقدي بشقيه كالآتي ‏:‏

أما توحد الملة والدين في دعوة جميع النبياء والمرسلين ‏:‏

فنعتقد أن أصل الدين واحد ، بعث الله به جميع الأنبياء والمرسلين ، واتفقت دعوتهم إليه ، وتوحدت سبيلهم عليه ، وإنما التعدد في شرائعهم المتفرعة عنه ، وجعلهم الله - سبحانه - وسائط بينه وبين عباده في تعريفهم بذلك ، ودلالتهم عليه ؛ لمعرفة ما ينفعهم ، وما يضرهم ، وتكميل ما يصلحهم في معاشهم ، ومعادهم ‏:‏

بُعثوا جميعاً بالدين الجامع الذي هو عبادة لله وحده لا شريك له ، بالدعوة إلى توحيد الله ، والاستمساك بحبله المتين ‏.‏

وبعثوا بالتعريف في الطريق الموصل إليه ‏.‏

وبعثوا ببيان حالهم بعد الوصول إليه ‏.‏

فاتحدت دعوتهم إلى هذه الأصول الثلاثة ‏:‏

* الدعوة إلى الله - تعالى - في إثبات التوحيد ، وتقريره ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، وترك عبادة ما سواه ، فالتوحيد هو دين العالم بأسره من آدم إلى آخر نفس منفوسة من هذه الأمة ‏.‏

* والتعريف بالطريق الموصل إليه - سبحانه - في إثبات النبوات وما يتفرع عنها من الشرائع ، من صلاة ، وزكاة ، وصيام ، وجهاد ، وغيرها ‏:‏ أمراً ، ونهياً في دائرة أحكام التكليف الخمسة ‏:‏ الأمر وجوباً ، أو استحباباً ، والنهي ‏:‏ تحريماً ، أو كراهة ، والإباحة ، وإقامة العدل ، والفضائل ، والترغيب ، والترهيب ‏.‏

* والتعريف بحال الخليقة بعد الوصول إلى الله ‏:‏ في إثبات المعاد ، والإيمان باليوم الآخر ، والموت ، ومابعده من القبر ، ونعيمه ، وعذابه ، والبعث بعد الموت ، والجنة والنار ، والثواب والعقاب ‏.‏

وعلى هذه الأصول الثلاثة ، مدار الخلق والأمر ، وإن السعادة والفلاح لموقوفة عليها لا غير ‏.‏

وهذا مما اتفقت عليه جميع الكتب المنزلة ، وبعث به جميع الأنبياء والرسل ، وتلك هي الوحدة الكبرى بين الرسل ، والرسالات ، والأمم ‏.‏

وهذا هو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ إنا معشر الأنبياء أخوة لِعَلاّت أمهاتهم شتى ودينهم واحد ‏"‏ متفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ‏.‏

وهو المقصود في قول الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ‏}‏ ‏[‏ الشورى / 13 ‏]‏ ‏.‏ وهذه الأصول الكلية هي ما تضمنته عامة السور المكية من القرآن الكريم ‏.‏

وإذا تأملت سر إيجاد الله لخليقته وهو عبادته ، كما في قول الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ‏}‏ ‏[‏ الذاريات / 56 ‏]‏ ‏.‏ عرفت ضرورة توحد الملة ، والدين ، ووحدة الصراط ولهذا جاء في أم القرآن ، فاتحة الكتاب الله - عز وجل - ‏:‏ ‏{‏ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ‏}‏ ثم أتبع ذلك بأن اليهود والنصارى ، خارجون عن هذا الصراط ، فقال - سبحانه - ‏{‏ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ‏}‏ ‏.‏

وبهذا تدرك الحِكَمَ العظيمة مما قصه الله - تعالى - علينا في القرآن العظيم من قصص الأنبياء وأخبارهم مع أممهم ؛ لأخذ العبرة ، والتفكر ، وتثبيت أفئدة الأنبياء وإثبات النبوة والرسالة ، وجعلها موعظة وذكرى للمؤمنين ، وأخبار الأمم المكذبة لرسلهم وما صارت إليه عاقبتهم ، وأنها سننه - سبحانه - فيمن أعرض عن سبيله ‏.‏

والدين بهذا الاعتبار ‏:‏ هو ‏:‏ ‏"‏ دين الإسلام ‏"‏ بمعناه العام ، وهو ‏:‏ إسلام الوجه لله ، وطاعته ، وعبادته وحده ، والبراءة من الشرك ، والإيمان بالنبوات ، والمبدأ ، والمعاد ‏.‏

ولوحدة الدين بهذا الاعتبار في دعوة جميع الأنبياء والمرسلين ، وحد - سبحانه - ‏:‏ ‏"‏ الصراط ‏"‏ و ‏"‏ السبيل ‏"‏ في جميع آيات القرآن الكريم ‏.‏

وهذا الدين ‏"‏ دين الإسلام ‏"‏ بهذا أي باعتبار ‏:‏ وحدته العامة ، وتوحد صراطه ، وسبيله ، هو الذي ذكره الله في آيات من كتابه عن أبيائه ‏:‏ نوح ، وإبراهيم ، وبنيه ، ويوسف الصدّيق ، وموسى ، ودعوة نبي الله سليمان ، وجواب بلقيس ملكة سبأ ، وعن الحواريين ، وعن سحرة فرعون ، وعن فرعون حين أدركه الغرق ‏.‏

ودين الإسلام بهذا الاعتبار ‏:‏ هو دين جميع الأنبياء والمرسلين وملتهم بل إن إسلام كل نبي ورسول يكون سابقاً لأمته ، وهو محل بعثته إلى أمته ، وما يتبع ذلك من شريعته ‏.‏

كما قال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ‏}‏ ‏[‏ النحل / 36 ‏]‏ ‏.‏

وقال - سبحانه - ‏:‏ ‏{‏ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ‏}‏ ‏[‏ الأنبياء / 25 ‏]‏ ‏.‏

وإنما خص الله - سبحانه - نبيه إبراهيم - عليه السلام - بأن ‏:‏ ‏"‏ دين الإسلام ‏"‏ بهذا الاعتبار العام هو ملته ، في مثل قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً ‏}‏ ‏[‏ آل عمران / 95 ‏]‏ لوجوه ‏:‏

أولها ‏:‏ أنه - عليه السلام - واجه في تحقيق التوحيد ، وتحطيم الشرك ، ونصر الله له بذلك ما قص الله خبره ، أمراً عظيماً ‏.‏

ثانيها ‏:‏ أن الله - سبحانه وتعالى - جعل في ذريته النبوة والكتاب ؛ ولذا قيل له ‏:‏ ‏"‏ أبو الأنبياء ‏"‏ ؛ ولذا قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏ ملة أبيكم إبراهيم ‏}‏ ‏[‏ الحج / 78 ‏]‏ وهو - عليه السلام - تمام ثمانية عشر نبياً سماهم الله في كتابه من ذريته ، وهم ‏:‏ ابنه إسماعيل ، ومن ذريته من محمد عليهما الصلاة والسلام ، وابنه إسحاق ومن ذريته ‏:‏ يعقوب بن إسحاق ، ويوسف ، وأيوب ، وذو الكفل ، وموسى ، وهارون ، وإلياس ، واليسع ، ويونس ، وداود وسليمان ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى - عليهم السلام - ‏.‏

ثالثهما ‏:‏ لإبطال مزاعم اليهود، والنصارى في دعواهم أنهم على ملة إبراهيم - عليه السلام - فقد كذبهم الله - تعالى - في قوله ‏:‏ ‏{‏ أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ‏}‏ ‏.‏ ‏[‏ البقرة / 140 ‏]‏ ‏.‏

ورد الله عليهم محاجتهم في ذلك بقوله ‏:‏ ‏{‏ يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ‏.‏ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ‏.‏ ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ‏}‏ ‏[‏ آل عمران / 65 - 67 ‏]‏ ‏.‏

ثم بين - سبحانه - أن أولى الناس بإبراهيم هم الذين على ملته وسنته ، فقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ‏}‏ ‏[‏ آل عمران / 68 ‏]‏ ‏.‏

وبين - سبحانه - أن هذه المحاولة الكاذبة البائسة من أهل الكتاب جارية في محاولاتهم مع المسلمين ؛ لإضلالهم عن دينهم ، ولبس الحق بالباطل ، فقال تعالى ‏:‏ ‏{‏ وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ‏.‏ قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ‏.‏ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ، وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ‏}‏ ‏[‏ البقرة / 135 - 137 ‏]‏ ‏.‏

وهكذا يجد المتأمل في كتاب الله - تعالى - التنبيه في كثير من الآيات إلى أن هذا القرآن ما أنزل إلا ليجدد دين إبراهيم ؛ حتى دعاهم بالتسمية التي يكرهها اليهود والنصارى ‏:‏ ‏"‏ ملة إبراهيم ‏"‏ فاقرأ قول الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس ‏}‏ ‏[‏ الحج / 78 ‏]‏ ‏.‏

والخلاصـــة ‏:‏

ان لفظ ‏:‏ ‏"‏ الإسلام ‏"‏ له معنيان ، معنى عام ‏:‏ يتناول إسلام كل أمة متبعة لنبي من أبياء الله الذي بعث فيهم ، فيكونون مسلمين، حنفاء على ملة إبراهيم بعبادتهم لله وحده واتباعهم لشريعة من بعثه الله فيهم ، فأهل التوراة قبل النسخ والتبديل ، مسلمون حنفاء على ملة إبراهيم ، فهم على ‏"‏ دين الإسلام ‏"‏ ، ثم لما بعث الله نبيه عيسى - عليه السلام - فإن من آمن من أهل التوراة بعيسى ، واتبعه فيما جاء به فهو مسلم حنيف على ملة إبراهيم ، ومن كذب منهم بعيسى - عليه السلام - فهو كافر لا يوصف بالإسلام ؛ ثم لما بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - وهو خاتمهم ، وشريعته خاتمة الشرائع ، ورسالته خاتمة الرسالات ، وهي عامة لأهل الأرض وجب على أهل الكتابين ، وغيرهم ، اتباع شريعته ، ومابعثه الله به لا غير ، فمن لم يتبعه فهو كافر لا يوصف بالإسلام ولا أنه حنيف ، ولا أنه على ملة إبراهيم ، ولا ينفعه ما يتمسك به من يهودية ، أو نصرانية ، ولا يقبله الله منه ، فبقي اسم ‏:‏ ‏"‏ الإسلام ‏"‏ عند الإطلاق منذ بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، مختصاً بمن يتبعه لا غير ‏.‏ وهذا هو معناه الخاص الذي لا يجوز إطلاقه على دين سواه ، فكيف وما سواه دائر بين التبديل والنسخ ‏.‏ فإذا قال أهل الكتاب للمسلمين ‏:‏ ‏"‏ كونوا هوداً ، أو نصارى ‏"‏ فقد أمر الله المسملين أن يقولوا لهم ‏:‏ ‏"‏ بل ملة إبراهيم حنيفاً ، ولا يوصف أحد اليوم بأنه مسلم ، ولا أنه على ملة إبراهيم ، ولا أنه من عباد الله الحنفاء إلا إذا كان متبعاً لما بعث الله به خاتم أنبيائه ورسله محمداً - صلى الله عليه وسلم - ‏.‏

واما تنوع الشرائع وتعددها ‏:‏ فيقول الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ‏}‏ ‏[‏ المائدة / 48 ‏]‏ ‏.‏

شرعة ‏:‏ أي شريعة وسنة ‏.‏ قال بعض العلماء ‏:‏ سميت الشريعة شريعة ، تشبيهاً بشريعة الماء ، من حيث أن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة ، رَوَى وتطهر ‏.‏

ومنهاجاً ‏:‏ اي طريقاً ، وسبيلاً واضحاً إلى الحق ؛ ليعمل به في الأحكام ، والأوامر ، والنواهي ؛ ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ‏.‏

ويقول - سبحانه - ‏:‏ ‏{‏ لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدىً مستقيم ‏}‏ ‏[‏ الحج / 67 ‏]‏ ‏.‏

منسكاً ‏:‏ متعبداً

هم ناسكوه ‏:‏ متعبدون به ‏.‏

وقال - تعالى - في حق نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ‏}‏ ‏[‏ الجاثية / 18 ‏]‏ ‏.‏

وقد علمنا الأصول التي تساوت فيها الملل ، وتوطأت دعوة أنبياء الله ورسله إليها ‏:‏ إلى دين واحد ، وملة واحدة في تقرير العبودية لله - سبحانه - لا شريك له وتوحيده ، وتقرير النبوة ، والمعاد ، ووحدة التشريع من عند الله - تعالى - فهذه لا تتغير ولا تتبدل ، ولا يدخلها نسخ فهي محكمة غير منسوخة ، ولا تقبل الاجتهاد ، ولا التخصيص ‏.‏

أما الشرائع ، فهي ، مخلتفة ، متنوعة ، ومتنوعة ، ويعترضها النسخ ، فكل شريعة رسول تخالف الأخرى في كل أو بعض أمور التشريع ‏:‏

فهناك حكم تعبدي في شريعة رسول ينتهي باتنهاء شريعته ببعثة رسول آخر ، فينسخه ‏.‏

وهناك حكم يغير في بعض جزئياته في وقته ، أو كيفيته ، أو مقداره ، أو حكمه من التشديد إلى التخفيف ، وبعكسه ‏.‏

وهناك حكم يكون في شريعة لا حقة دون السابقة ، أو عكسه ‏.‏

وهكذا ، من تنوع التشريع في الأحكمام العملية والقولية ، من الأوامر والنواهي ، حسب سابق علم الله - تعالى - وحكمته في تشريعه وأمره ، بأوضاع كل أمة ، وأزمانها ، وأحوالها وطبائعها من قوتها ، وضعفها ، وحسب أبدية التشريع ، أو تغييره ونسخه ‏.‏

وهذا يكاد ينتظم أبواب التشريع في العبادات ، والمعاملات ، والنكاح ، والفرق ، والجنايات والحدود ، والأيمان والنذور ، والقضاء ، وغير ذلك من الفروع التي ترجع إلى وحدة الدين والملة ‏.‏

ولذا فإن شريعة الإسلام ، وهي آخر الشرائع ، باينت جميع الشرائع في عامة الأحكام العملية ، والقولية ، والأوامر والنواهي ؛ لما لها من صفة الدوام ، والبقاء ، وأنها آخر شريعة نزلت من عند الله ، ناسخة لما قبلها من شرائع الأنبياء ‏.‏

والآن إلى بينان تحقيق الإيمان الجامع بالله ، وكتبه ، ورسله ، بيان نقض الكتابيين لهذا الأصل العقدي العام ، وكفرهم به ، وما هم عليه من نواقض لهذه الأركان الثلاثة‏:‏

الإيمــان بالله تعالى

الأصل في بني آدم هو ‏:‏ ‏"‏ التوحيد ‏"‏ وهو المقصود الذي خلقوا له فيما أمرهم الله به على ألسنة أنبيائه ورسله ‏:‏ ‏{‏ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ‏}‏ ‏.‏

وقد كان الناس على هذا الأصل ‏:‏ كلهم على الإسلام والتوحيد ، والإخلاص ، والفطرة ، والسداد ، والاستقامة ‏:‏ الأمة واحدة ، والدين واحد ، والمعبود واحد ‏.‏

وذلك من أبينا أبي البشر نبي الله آدم - عليه السلام - إلى قبيل عهد رسول الله نوح - عليه السلام - كلهم على الهدى ، وعلى شريعة من الحق ؛ لاتباعهم النبوة ‏.‏

أول وقع الشرك في قوم نوح من الغلو في القبور ‏:‏

ثم كان من مكايد الشيطان أن اختلفوا بعد ذلك بتركهم اتباع الأنبياء فيما أمروا به من التوحيد والدين ، ووقعوا في الشرك بسبب تعظيم الموتى ، عندئذٍ انقسموا ‏:‏ موحدين ، ومشركين ‏.‏

هكذا نفذ الشيطان إلى قلوبهم بإدباب الخلاف بينهم بترك اتباع الأنبياء ، وكادهم بتعظيم موتاهم حتى عكفوا على قبورهم ، ثم كادهم بتصوير تماثيلهم ، ثم كادهم بعبادتهم ، فكان هؤلاء المشركون في قوم نوح هم أول صنف من المشركين وشركهم هذا ‏:‏ ‏"‏ تعظيم الموتى ‏"‏ هو الشرك الأرضي ، وهو أول شرك بالله ، طرق العالم ، وكان نوح - عليه السلام - هو أول رسول بعث إلى المشركين ‏.‏

قال غير واحد من السلف في قول الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ‏}‏ ‏[‏ نوح / 23 ‏]‏ ‏:‏ ‏"‏ إن هذه أسماء قوم صالحين كانوا فيهم ، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثيلهم ، ثم بعد ذلك عبدوهم ، وذلك أول ما عبدت الأصنام ، وأن هذه الأصنام صارت إلى العرب ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏"‏ ابتدعوا الشرك ، وابتدعوا عبادة الأوثان ، بدعة من تلقاء أنفسهم بشبهات زينها الشيطان لهم بالمقاييس الفاسدة ، والفلسفة الحائدة‏.‏

قال البخاري في ‏:‏ ‏"‏ صحيحه ‏"‏ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏"‏ هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ‏:‏ أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يدعون أنصاباً ، وسموها بأسمائهم ففعلوا ، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ، ونسخ العلم ‏:‏ عبدت ‏"‏ ‏.‏

عندئذٍ لما عبدت الأصنام ، والطواغيت ، وشرع الناس في الضلالة والكفر ، بعث الله رحمة بعباده أول رسول إلى أهل الأرض وهو ‏:‏ رسول الله نوح - عليه السلام - وهو ‏:‏ نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ - وهو نبي الله إدريس عليه السلام - بن يرد بن مهلايبل من قينن بن أنوش بن نبي الله شيت - عليه السلام - ، بن آدم أبي البشر - عليه السلام - ‏.‏

وكان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام كما في صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏.‏

ومكث نوح - عليه السلام - في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ‏.‏ يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينهاهم عن عبادة ما سواه فلما أعلمه الله أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن أهلكهم الله بالغرق بدعوته ‏.‏ وجاءت الرسل من بعده تترى ‏.‏ سَمّى الله منهم في القرآن العظيم‏:‏ هوداً - عليه السلام - وهو ‏:‏ هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ابن نوح - عليه السلام - وهو أول نبي من نسل العرب ، بعثه الله في الأحقاف بحضر موت وهم قومه ‏:‏ عاد الأولى ، وهم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان ، كما فصل الله ذلك في سورة الأعراف ‏:‏ ‏[‏ 65 - 72 ‏]‏ ‏.‏ وفي سورة هود ‏:‏ ‏[‏ 50 - 60 ‏]‏ ‏.‏ وفي سورة المؤمنون ‏:‏ ‏[‏ 31 - 41 ‏]‏ ‏.‏ وفي سورة الشعراء ‏:‏ ‏[‏ 123 - 140 ‏]‏ وفي سورة ‏:‏ ‏(‏ حم السجدة ‏)‏ ‏:‏ ‏[‏ 15 - 16 ‏]‏ ‏.‏ وفي سورة الأحقاف ‏:‏ ‏[‏ 21 - 25 ‏]‏ ‏.‏ وغيرها من سور القرآن الكريم ‏.‏

ونبي الله صالحاً - عليه السلام - وهو ‏:‏ صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح ‏.‏

وهو ثاني نبي من نسل العرب بعثه الله في قومه ثمود ، بعد نبي الله هود في عاد ‏.‏ وقد ذكر الله في القرآن العظيم من خبرهم مع نبيهم ، وخبر الناقة وإصرارهم على عبادة الأصنام ، في عدة سور من القرآن ، في السور المذكورة ، وفي سورة الحجر ، وغيرها ‏.‏

أول وقوع الشرك في الأرض في قوم إبراهيم من عبادة الكواكب ‏:‏

حتى إذا عم الأرض الشرك من طراز جديد من دين الصابئة في حران ، والمشركين من عبدة الكواكب والشمس والقمر في كابل ، وعبدة الأصنام في بابل ، لما كانت النماردة ، والفراعنة ملوك الأرض شرقاً وغرباً ، وهذا هو الصنف الثاني ‏"‏ عبادة الكواكب ‏"‏ وهو ‏"‏ الشرك السماوي ‏"‏ من المشركين بعد مشركي قوم نوح ، عبدة القبور ، وكان كل من على وجه الأرض كفاراً سوى إبراهيم الخليل - عليه السلام - وامرأته سارة ، وابن أخيه لوط - عليه السلام - بعث الله رسوله ‏:‏ إمام الحنفاء ، وأبا الأنبياء ، وأساس الملة الخالصة ، والكلمة الباقية ‏:‏ إبراهيم خليل الرحمن من أرض بابل وهو ‏:‏

إبراهيم بن آزر - وهو تارخ - بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عاير بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح - عليه السلام - ‏.‏

وكان الخليل - عليه السلام - هو الذي أزال الله به تلك الشرور ، وأبطل به ذلك الضلال ، فإن الله - سبحانه - آتاه رشده في ضغره ، وابتعثه رسولاً ، واتخذه خليلاً في كبره ‏.‏

وقد قص الله - تعالى - خبره مع أبيه ، وقومه في عدد من سور القرآن ، وفي سورة إبراهيم ، في إنكاره عليهم عبادة الأوثان ، وحقّرها عندهم ، وتنقصها ، وتكسيره لها ، ومناظرته - عليه السلام - لملك بابل النمرود بن كنعان ، ومحاجته له ، حتى اهلك الله النمرود ببعوضة فهاجر إبراهيم - عليه السلام - إلى أرض الشام ، ثم إلى الديار المصرية ، وتزوج بهاجر ، وكان الولدان المباركان والنبيان الكريمان ‏:‏ إسماعيل من هاجر القبطية المصرية ، وإسحاق من سارة ابنة عمه ‏.‏

ولما وقع بين سارة وهاجر من غيرة النساء ما وقع ، هاجر إبراهيم بهاجر ، وابنها إسماعيل إلى مكة - حرسها الله تعالى - فكان ما كان من أمرهم في البلد الحرام من نبوع زمزم ، وبناء البيت الحرام وغيرها من الأمور العظام ‏.‏

وكان لوط بن هارون بن تارخ قد بعثه الله نبياً ، فاتفقت بعثته مع بعثة عمه الخليل إبراهيم - عليه السلام - بن تارخ - آزر - في زمن واحد وكان من خبره مع قومه في أرض سدوم بالشام قرب الأردن ما قصه الله في كتابه من دعوته لهم إلى عبادة الله ، وترك عبادة الأوثان ، وما ابتدعوه من فعل الفاحشة ، فأهلكهم الله ، وأنجاه هو وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ‏.‏

ثم بعث الله نبيه شعيباً خطيب الأنبياء - عليه السلام - إلى مدين أصحاب الأيكة - وهي شجرة كانوا يعبدونها - وهو قوم من العرب ، يسكون مدين في أطراف الشام ، وهو ‏:‏

نبي الله ‏:‏ شعيب بن مكيل بن بشجن بن مدين بن إبراهيم ، وقيل غير ذلك في نسبه ‏.‏

وهكذا تتابع الأنبياء من ذرية إبراهيم - عليه السلام - في ذرية ابنيه النبيين الكريمين ‏:‏ الذبيح إسماعيل أبو العرب ، ثم إسحاق - عليها السلام - ‏.‏

* وكان إسماعيل - عليه السلام - قد بعثه الله في جُرهُم والعماليق ، واليمن ، وغيرهم من أهل تلك الناحية في الحجاز واليمن من جزيرة العرب ‏.‏ وكان من ذريته خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ‏.‏

* وكان إسحاق عليه السلام - قد بعثه الله نبياً في الشام وحران وما والاها ‏.‏ وكان من ذريته العيص ، ومن سلالته ‏:‏ نبي الله أيوب - عليه السلام - بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - ‏.‏

ومن سلالة إسحاق ‏:‏ ذو الكفل ، قال ابن كثير ‏:‏ وزعم قوم أنه ابن أيوب ‏.‏ ثم استظهر ابن كثير أنه نبي ‏.‏

وأيوب ، وذو الكفل أرسلا إلى أهل دمشق في الشام ‏.‏

وكان من ذريته نبي الله يعقوب - وهو إسرائيل - ، وإليه تنسب بنو إسرائيل وتتابعت من بني إسرائيل ‏:‏ يوسف ، وموسى ، وهارون ، وإلياس ، واليسع ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، ويحيى ، وزكريا ، وعيسى - عليهم السلام - ‏.‏

أول وقوع الشرك من النوعين في العرب وغيرهم وبعثة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم هكذا تتابع أنبياء بني إسرائيل ، وكان آخرهم المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - وعلى حين فترة من الأنبياء والرسل ، وكان الشرك من الصنفين ‏:‏ عبادة القبور والكواكب قد انتشر في الأرض ، وكانت العرب على إرث من ملة أبيهم إبراهيم في جزيرة العرب ، ولكن كان عمرو بن لحي الخزاعي في رحلته المشؤومة إلى الشام رآهم بالبلقاء لهم أصنام يستجلبون بها المنافع ويستدفعون بها المضار ، فجلب مثل ذلك إلى مكة في وقت كانت ولاية البيت لخزاعة قبل قريش وكان هو سيد خزاعة ، فكان برحلته المشؤومة هذه ، هو أول من غير دين إسماعيل ، وانحراف عن ملة إبراهيم ، فَنَصَبَ الأوثان في البيت الحرام ، وسيب السائبة ، وبحر البحيرة ، ووصل والوصيلة ، وحمى الحامي ‏.‏

من هنا اتخذت العرب الأصنام ، وكان أقدمها ‏:‏ ‏"‏ مناة ‏"‏ وكان على ساحل البحر بقديد بين مكة والمدينة ، ثم ‏"‏ اللات ‏"‏ بالطائف وهي صخرة مربعة يُلت عندها السويق ، ثم ‏"‏ العزى ‏"‏ وهي بوادي نخلة بعد ‏:‏ ‏"‏ الشرائع ‏"‏ للخارج من مكة شرقاً ‏.‏

ثم تعددت الأصنام في جزيرة العرب ، وكان لكل قبيلة صنم من شجر أو حجر ، أو تمر ، وهكذا ، حتى كان منها حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، بل اتخذ أهل كل دار صنماً لهم في دارهم ‏.‏

ولا تسأل عن انتشار الأصنام ، وعبادة النار والكواكب في فارس ، والمجوس ، والصابئة ، وأمم سواهم منهم من يعبد الماء ، ومنهم من يعبد الحيوان ، ومنهم من يعبد الملائكة ‏.‏

ومنهم من قال ‏:‏ الصانع اثنان ، هم الثنوية من المجوس ، وهم شر من مشركي العرب ، وعظموا النور ، والنار ، والماء ، والتراب ، وهكذا في أمم سواهم من ‏:‏ الصابئة ، والدهرية والفلاسفة ، والملاحدة ، فصل ابن القيم - رحمه الله تعالى - فيهم وفي مذهبهم ، ومعبوداتهم ‏:‏ القول في ‏:‏ ‏"‏ إغاثة اللهفان ‏:‏ 2 / 203 - 320 ‏"‏ ‏.‏

بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ‏:‏

لما كانت أمم الأرض كذلك من الشرك ، والوثنية ، بعث الله النبي الرسول الخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين ، المبشر به من المسيح ، ومن قبله من الأنبياء والمرسلين ، داعياً إلى ملة إبراهيم ، ودين المرسلين قبل إبراهيم وبعده داعياً إلى ‏:‏ ‏"‏ التوحيد الخالص ‏"‏ ونبذ الشرك أرضيه ، وسماويه ، وسد ذريعة هذا وهذا ، فَنَهى عن اتخاذ القبور مساجد ، ونهى عن الصلاة عليها ، وإليها ، وعن تشريفها ؛ وهذا لسد ذرائع الشرك الأرضي الآتي من ‏:‏ ‏"‏ تعظيم الموتى ‏"‏ في قوم نوح - عليه السلام - ونهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها ؛ لسد ذرائع ‏"‏ الشرك السماوي ‏"‏ الآتي من ‏:‏ ‏"‏ عبادة الكواكب ‏"‏ في قوم إبراهيم - عليه السلام - ‏[‏ انظر ‏:‏ مجموع الفتاوى ‏:‏ 28 / 12 - 613 ‏]‏‏.‏

والخلاصــة ‏:‏

أن الإيمان بالله - تعالى - ، الذي هو المطلوب من جميع الثقلين ، لا يتم تحقيقه إلا بالاعتقاد الجازم بأن الله - تعالى - رب كل شئ ، ومليكه ، وأنه متصف بصفات الكمال والجلال ، وأنه - سبحانه - هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ، والقيام بذلك ، علماً ، وعملاً ، ولا يتحقق ذلك إلا باتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم لا كما يظن المتجاهلون ، أن الإيمان بالله يتحقق بالإيمان بوجوده ، وربوبيته ، دون الإيمان بأسمائه وصفاته ، وتوحيده في عبادته ، ودون المتابعة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، مما جعلهم ينادون بالاتحاد بين الإسلام الحق ، القائم على التوحيد الكامل وبين كل دين محرف مبدل ، فيه من نواقض هذا الإيمان ما تقشعر منه جلود الذين آمنوا ‏.‏

ومن هذه النواقض ما يأتي ‏:‏

نواقض الإيمان بالله لدى اليهود ‏:‏

إن ‏"‏ اليهود ‏"‏ قبحهم الله ، هم بيت الإلحاد ، والتطاول الخطير - تعالى الله - عما يقولون علواً كبيراً ‏.‏

وهذا بعض ما في القرآن الكريم من عقائدهم الإلحادية ، وكفرهم بالله - عز وجل - ‏:‏

قال الله - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وقالت اليهود عزير ابن الله ‏}‏ ‏[‏ التوبة / 30 ‏]‏ ‏.‏

وقال الله - تعالى - عن اليهود ‏:‏ ‏{‏ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ‏}‏ ‏[‏ آل عمران / 181 ‏]‏ ‏.‏

وقال - سبحانه - ‏:‏

‏{‏وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يُحب المفسدين ‏}‏ ‏[‏ المائدة / 64 ‏]‏ ‏.‏

وقال - سبحانه - ‏:‏

{‏إن الذين يكفرون بالله ورسله ، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً ‏}‏ ‏[‏ النساء / 150 - 151‏]‏‏.‏